أبناء العتيــــــــق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي ثقافي تاريخي يهتم بنشر الأخلاق الحميدة و التربية المسجدية الصحيحة على منهاج أهل السنة و الجماعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 مدينة بجاية عبر التاريخ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 01/01/1970

مدينة بجاية عبر التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: مدينة بجاية عبر التاريخ   مدينة بجاية عبر التاريخ Emptyالثلاثاء مايو 07, 2013 10:55 pm

بـجاية عبـر التـاريـخ
بجاية اسم خالد في تاريخ المغرب العربي بشكل عام , والجزائر بشكل خاص , أقام فيها الفينيقيون والرومان والوندال والبيزنطيون خلال عصورغائرة في أعماق الماضي , وعرفها المسلمون حين أصبحت عاصمة للدولة الحمادية , إحدىكبريات الدول الإسلامية المؤثرة التي سادت الشمال الأفريقي فترة من الزمن.
[
فقدتمتعت "بجاية" في ظل الحماديين بسمعة وشهرة واسعة ,استمدتها من معاهدها الثقافيةالمتعددة , وتجارتها الرائجة على الشاطئ الأفريقي , واستقبالها الفارين من محاكمالتفتيش بالأندلس , كما اشتهرت بعد ذلك بقوتها البحرية التي دافعت بها عن شواطئالمغرب العربي كله , فساهمت من ثم في الحفاظ على الحضارية والهوية العربيةالإسلامية للمنطقة ... وكان لعهود الازدهار الثقافي والانتعاش الفكري الذي شهدته (بجاية) لقرون عديدة أثر بالغ في أن تصبح قبلة العلماء وطالبي المعرفة , فخرجتالعلماء , وأنجبت المفكرين والمبدعين رجالاً ونساء , ولم تفقد تلك الشهرة وذلكالدور إلا حين امتدت إليها أيدي المستعمرين فخربتها , ودمرت ماضيهاالزاهر

[i
وتحدث ابن خلدون في تاريخه عن مراحل تطورها : فأشار إلى أن حماداً اتمبناءها وتمصيرها على رأس المائة الرابعة , وشيد بنياتها وأسوارها , واستكثر فيها منالمساجد والفنادق ، وأن الناصر بن علنّاس بني المباني العجيبة المؤنقة , وأنالمنصور بني فيها قصر الملك والمنار الكوكب وقصر السلام.
[i
تأسيس بجاية :

ظلتقلعة بني حماد عاصمة للدولة الحمادية منذ عهد مؤسسها حماد الذي توفي سنة 419هـ وحتىعهد الناصر بن علناس بن حماد ، مروراً بعهود القائد بن حماد المتوفي سنة 446 هـ ومحسن بن القائد ، الذي لم يستمر بالإمارة أكثر من تسعة أشهر , وعهد بلكين بن محمدبن حماد ، والذي يمكن اعتباره عهداً انتقالياً بين عهدي "محسن" و"الناصر " وذلك لمااكتنفه من أحداث داخلية...إلا أن "الناصر" كره الإقامة في القلعة بالرغم من أنهاأصبحت في عهده عاصمة دولة قوية , تشتمل على ست ولايات هي : مليانة وحمزة (البويرةحالياً ) ونقاوس وقسنطينة ، والجزائر ، ومرسى الدجاج ، وأشير .. فأسس بجاية , وانتقل إليها في عام 461هـ .وفي معجم البلدان كتب ياقوت الحموي ، يصف بجاية وسبباختطاطها وما انطوي عليه من أحداث: ...مدينة على ساحل البحر بين أفريقية والمغربكان أول من اختطها الناصر بن علناس بن حماد بن زيري في حدود عام 457هـ بينها وبينجزيرة مزغناي (الجزائر العاصمة حالياً) أربعة أيام كانت قديماً ميناء فقط , ثم بنيتالمدينة من لحف جبل شاهق ، وفي قبلتها جبال كانت قاعدة ملك بني حماد وتمسى "الناصرية" أيضاً باسم بانيها , وهي مفتقرة إلى جميع البلاد , لا يخصها من المنافعشيء إنما هي دار مملكة , تركب منها السفن وتسافر إلى جميع الجهات وبينها وبين " ميلة " ثلاثة أيام.
وكان السبب في اختطاطها أن تميم بن المعز بن باديس، صاحب أفريقية أنفذ إلى ابن عمه "الناصر بن علناس" " محمد بن البعبع" رسولاًلإصلاح حال كانت بينهما فاسدة , فمر" ابن البعبع " بموضع "بجاية " وفيه أبيات منالبربر قليلة , فتأملها حق التأمل ...وأشار عليه (أي على الناصر) ببناء "بجاية" وأراه المصلحة في ذلك , والفائدة التي تحصل له من الصناعة بها , وكيد العدو

.
فأمر من وقته بوضع الأساس وبناها بعسكره.. .ولما توفي الناصر سنة 481هـ واصلخلفه ما كان عليه من اهتمام بعمران المدينة , ولا سيما ابنه المنصور الذي خلفه فيالإمارة , وكان معروفاً بولعه بالبناء ، فأسس جامع "بجاية" وجدد قصورها ، وتأنق فياختطاط المباني ، وتشييد القصور وإجراء المياه في الرياض والبساتين.
[i
ثانياً : في تأسيس الدولة العثمانية بالجزائر :
دخل العثمانيون الجزائر من بوابة بجاية , .. ففي حدود عام 914هـ (1510م) غزا الإسبان بلاد المغرب العربي , واحتلوا مدن سبتةومليلة ووهران والمرسى الكبير والجزائر وبلغوا بجاية ,وكان عليها يومئذ صغيرانضعيفان يتازعان السلطة (عبدالرحمن وعبدالله) فاستعان كل منهما ضد الآخر بالإسبانعلى طريقة ملوك الطوائف في الأندلس , مما سهل مهمة الأعداء في دخول المدينة , وتدميرها والقضاء على أميريها وعمرانها , الأمر الذي دفع نفراً من علمائها أنيذهبوا إلى تونس , ويدعوا أربعة أخوة عثمانيين , هم عروج وخير الدين وإسحاق وإلياس , للقدوم إلى بجاية وتنظيم بحريتها , وتوحيد صفوف المقاومة فيها ، وتخليصها منالإسبان ، إذ لم تكن الدويلات المغربية في ذلك الوقت من القوة بحيث يمكنها صدالمستعمرين.
ولما جاء الإخوة العثمانيون إلى بجاية نظموا البحرية ، وأرسوا دعائمقيام دولة حديثة , ثم دُعوا إلى مدينة الجزائر , فأسس ثلاثة منهم فيها (حيث كانرابعهم وهو إلياس قد استشهد في بجاية) الدولة العثمانية الحديثة , وكانت دولةمستقلة تماماً عن الدولة الأم ، وكان كل ما يصدر عنها , يصدر باسم (الجزائرالمحروسة) ولقد دافع العثمانيون بأساطيلهم وبحريتهم التي أعادوا تنظيمها في بجايةعن شواطئ المغرب العربي كلها والأندلس.
وقد تحامل بعض المؤرخين الغربيين ،أمثال شارل فيرو صاحب كتاب تاريخ المدن على دور العثمانيين لمدينة بجاية , وإعادتهامركز إشعاع ثقافي حضاري كما كانت في عهد الحماديين , وزعم هؤلاء المؤرخون أن بجايةجردت من عظمتها كلها خلال العهد العثماني ، ولم تعد تؤدي سوى دور ثانوي في مصيرأفريقيا الحديثة , ويعزون ذلك إلى أن المدينة وقد خضعت للاستعمار الإسباني قرابةنصف قرن من الزمان تعرضت معاملها الثقافية والحضارية خلالها للإهمال ، وتهدمت أحياءكثيرة منها , وتقلص عدد سكانها بنسبة كبيرة جداً , ولما جاءها العثمانيون وطردواالإسبان منها كانت قد فقدت كثيراً من العوامل التي تستطيع أن تصل ماضيهابمستقبلها.


[
المؤرخون أن العثمانيينكان بإمكانهم أن يجعلوا من بجاية مقرالحكومتهم حيث تتوفر فيها الشروط الضرورية لجعلها مؤسسة بحرية قوية , ولكنهم اكتفوابجعلها إحدى الموانئ التي تحتمي فيها سفنهم خلال فصل الشتاء...

ثالثاً : بجايةأيام الاستعمار الفرنسي :قاومت بجاية واستعصت كثيراً على الغزاة الفرنسيينالذين لم يتمكنوا من احتلالها في عام 1934م إلا بعد أن استخدموا آخر ما انتجتهمصانعهم من أسلحة الدمار في ذلك الوقت ,ولكنها لم ترضخ أو تستلم للاحتلال.

بلمضت تقاوم المحتلين وتحرض المؤمنين على القتال , وتعد العدة لذلك ، روحيا وسياسياًوعلميا , وكانت الزوايا , وكتاتيب القرآن خلايا , تنطلق منها كتائب الجهاد , وشهدتربوع بجاية تفجر ثورات عديدة , لعل من أبرزها ثورة عام 1871م التي قادها محمدالمقراني والشيخ بلحداد ـ وعمره يومئذ ثمانون عاماً ـ يعاونه ولداه (عزيز ومحمد ) وأتباع الطريقة الرحمانية التي كان بلحداد أبرز مشايخها , وبالرغم من أن الفرنسيينتمكنوا من إلقاء القبض على قادة الثورة في غضون عام تقريبا , إلا أنها انتشرت بسرعةفي مختلف المناطق , وبقيت مستمرة حتى قال عنها بعض المؤرخين : إنها أطول ثورةوأشعلها.
رابعاً : مؤتمر الصومام([1

في مرحلة ما قبل الاستقلال كان لـبجاية دورها العام في التحصين والإعداد والتحريض والتخطيط للثورة المنظمة , التيتفجرت في فاتح تشرين الثاني (نوفمبر) 1956م فالمؤتمر الأول لجبهة التحرير الوطنيالذي عرف بـ "مؤتمر الصومام " وكان إيذاناً ببداية مرحلة جديدة في جهاد الشعبالجزائري عقد بمكان غير بعيد من بجاية , ففي قرية إيفري التابعة لبلدية أوزلاقن, وفي موقع على رأس جبل يرى منه ما حوله , مفرط في الإيغال في الابتعاد عن الطرقالمعهودة , شديد الانزواء وراء القمم والأعالي , يدل اختياره على عقلية عسكرية فذة , كان يتمتع بها المجاهد الجزائري ـ في هذا الموقع ـ عقد مؤتمر الصومام في 20 آب "أغسطس" 1956مومن ثم انتظمت الثورة كل شبر على أرض الجزائر , وامتدت إلى أن قضىالله أمراً كان مفعولاً.
ولم تكن قبلة العلماء والمفكرين وحدهم ، وإنما ،وبسبب ذلك ، كانت غاية طلاب العلم , يشدون إليها الرحال من كل حدب وصوب, قاصدينعلماءها ومعاهدها التي بلغت شهرتها الآفاق ... كما لم يكن العلم وقفاً على الرجالدون النساء , فجامعة " سيدي التواتي " مثلاً كان يؤمها في يوم من أيام بجاية ثلاثةآلاف طالب منهم خمسمائة طالبة ويقال : إن إحداهن أوفدت إلى مؤتمر علمي فألقت محاضرة , امتدت ثلاثة أيام وكان موضوعها حول علم الفلك والحساب الرياضي.

..

ويذكرالمؤرخون أن هناك أكثر من ألف امرأة كانت تحفظ المدونة ، التي كتبها الإمام سحنونفي الفقه المالكي ، عن ظهر قلب كما تحفظ القرآن الكريم.,

وقد خلد الإمامعبدالحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ دور نساء بجاية في نهضتها الفكرية في عبارتهالشهيرة التي وصفهن بها ـ إلى جانب نساء بغداد وقرطبة ـ بأنهن بلغن مكاناً عالياًفي العلم , وهن محجبات.

ومما يؤكد أهمية بجاية والمكانة العلمية التي بلغتهافي عهودها الزاهرة ، اتجاه غير المسلمين إليها وطلبهم العلم في معاهدها , فقد تعلمأهل بيزا الإيطاليون صنع الشمع من مصانعها , ونقلوه إلى بلادهم , ومنها إلى أوروبا، ولا يزال يمسى الشمع عندهم (بوجي) مأخوذاً عن اسم بجاية كما أن العالم الرياضيالإيطالي الشهير (فليوناردو بيزة) تتلمذ على أيدي علمائها.

أعلام بجاية :
لقد تخرج من بجاية أعلام كثيرون في الفقه ، والأدب والشعر والطب والرياضياتوغيرها ... ورغم أن أبا العباس أحمد بن عبدالله الغبريني ، وضع كتابه "عنوانالدارية " للترجمة لمشايخه من علماء القرن السادس الهجري الذي يعد من أكثر قرونبجاية ازدهاراً في الحياة العلمية والتعليمية ، إلا أنه لم يأت عليهم جميعاً , واكتفى بأن قال بعد أن أورد مجموعة منهم :" وقد بقي خلق كثير من أهل المائة السادسة , ممن لهم جلال وكمال , ولكن شرط الكتاب منع من ذكرهم.

وفي إطار الترجمةلأبي علي المسيلي : الذي درس ببجاية , وولي القضاء بها , وجمع بين العلم والعمل , وعرف بأبي حامد الغزالي الصغير ، أشار الغبريني إلى حجم العلماء المجتهدين الذينقاموا على حل المسائل الشرعية الدقيقة ...فأورد قولا لأبي علي المسيلي ، جاء فيه : "أدركت ببجاية ما ينيف على تسعين مفتياً , ما منهم من يعرف الحسن بن عليالمسيلي".

لقد استطاعت بجاية أن تكون لأكثر من أربعة قرون قبلة العلماء , ومهبطاً لأفئدة طالبي العلم ، وساحة لتبادل الأفكار والآراء ، وميداناً للإبداعالعلمي ؛ حيث راجت حركة نشطة للتأليف في الفقه والتاريخ والرياضة والفنون والنحووغير ذلك ... ويذكر المؤرخون أن الفرنسيين عندما غزوا بجاية استولوا على حمولةاثنتي عشرة سفينة من الكتب القيمة جمعت من مدارس بجاية ومساجدها ويقال إن هذه الكتبغرقت جميعها في البحر ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مدينة بجاية عبر التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدينة البيض .........مدينة الثلوج
» :تاريخ مدينة الجزائرالعاصمة

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أبناء العتيــــــــق :: جزائرنا :: مدن وحضارة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: