*** وقد كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فكل ما استحسنه القرآن ودعا إليه تخلق وتحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما نهى عنه القرآن واستقبحه فقد تجنبه الرسول صلى الله عليه وسلم فكان القرآن بيان خلقه الشريف صلى الله عليه وسلم ****
فإذا لم يستطع العبد إيصال الخير إلى الخلق فلا أقل من أن يكف عن الناس شره ويجنبهم أذاه فقد سأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: " تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك" *** وليعلم كل واحد أن أذية المؤمنين من الآثام البينات الواضحات وقد ذكر الله ذلك في معرض التهديد لمن آذى المؤمنين فقال: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} (الأحزاب) *** ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن امرأه يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال صلى الله عليه وسلم: "هي في النار" *** إن أذية الناس بقول أو بفعل هي نوع من الظلم { وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } (آل عمران) ويخشى على من يؤذي الناس أن يبوء بدعوة مظلوم تفتح لها أبواب السماء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" *** كما عد النبي صلى الله عليه وسلم من يتجنبه الناس اتقاء شره وفحشه من شرار الناس منزله عند الله يوم القيامه فقال: "إن شر الناس عند الله منزله يوم القيامه من تركه الناس اتقاء فحشه" *** وكان يحي بن معاذ يقول : ليكن حظ المؤمن منك ثلاثه إن لم تنفعه فلا تضره وإن لم تفرحه فلا تغمه وإن لم تمدحه فلا تذمه *** وقال قتادة رحمه الله: إياكم وأذى المسلم فإن الله يحوطه ويغضب له