أبناء العتيــــــــق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي ثقافي تاريخي يهتم بنشر الأخلاق الحميدة و التربية المسجدية الصحيحة على منهاج أهل السنة و الجماعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 حديث عن مكارم الأخلاق من أجل نشر ثقافة الشرف وكبح تجارة العلف؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 01/01/1970

حديث عن مكارم الأخلاق من أجل نشر ثقافة الشرف وكبح تجارة العلف؟ Empty
مُساهمةموضوع: حديث عن مكارم الأخلاق من أجل نشر ثقافة الشرف وكبح تجارة العلف؟   حديث عن مكارم الأخلاق من أجل نشر ثقافة الشرف وكبح تجارة العلف؟ Emptyالإثنين مايو 13, 2013 7:41 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن
الهجومَ الكاسح للإعلام الذي يضخ الانحلال والرذيلة هو خطرٌ داهم، وخطْبٌ
عظيم يهدِّد أشرفَ مميزات الأمة الإسلامية وأرسخَها، ألا وهو: منظومة
الأخلاق الحميدة، هذه المنظومة التي ارتقى بها الحبيبُ المصطفى والسراج
المجتبى، سيدنا محمد إلى أعلى التصنيفات والمستويات، وعرَّفها بأحسن
الأسماء وأنفعها حين قال كلمتَه الجامعة المانعة: ((إنما بُعثتُ لأتممَ
مكارم الأخلاق))، أتم النبي العربي الهاشمي كعبةَ الأخلاق، وتركها لأمته
وللعالمين من بعده ميراثًا فخمًا لامعًا لا زيغ فيه، واستأمن أصحابَه
وأحبابَه من بعده على هذا الميراث العظيم.

سؤالي في هذا المقال بسيط جدًّا، وواضح جدًّا، سؤال ليس فيه أية لمحة من "الديجيتال
ويخلو تمامًا من تعقيد التكنولوجيا المعاصرة، أنا أقول كما يقول أي مواطن
مسلم بسيط في هذا العالم: ميراثُ نبيِّنا ومهجةِ قلوبنا الذي أهدانا إياه
منحة وفضلاً، أحفِظناه أم ضيَّعناه؟ قلب المزمن يريد أن يقول: ماذا زدنا،
وكيف طبَّقنا، وكم نشرنا من مكارم الأخلاق؟ لكن عقل الواقع يقول: ماذا ضيَّعنا، وكيف تدهورنا، وكم قصَّرنا مع مكارم الأخلاق؟

لست
فقيهًا، أنا مواطن مسلم بسيط، يخبرني قلب المؤمن أن سيدنا محمدًا لن
يؤنِّبنا لفشلنا في حصد الميداليات الأولمبية، إنه لن يقرعنا لخيبتنا
وفشلنا في الوصول إلى نهائيات كأس العالم، أراه أيضًا لن يبحث مع المسؤولين
ما أنفقوه طوعًا وطمعًا من أموال الأمة لتحقيقِ هذا الفشل المركَّب.

أراه
- ورغم الزخم والدسم - سيؤجل الحديث عن إنجازات الإعلام العربي التي
سوَّدت بياضَ الأمل، وعلَّمت كل صغير وكبير ومسكين ومهمَّش وبطَّال ثقافة
كسر الملل، منحتهم شهادات عالمية عُلْيا في الكسل والخمول والتمرد
والتشاؤم؛ علمتهم كيف يصنعون العداوة المستحكمة مع أعداء التشويق
و"الآكشن": القراءة، العلم النافع، صلاة الفجر، قلم الحبر، الصبر...

محمد
- صلى الله عليه وسلم - قال فصدق، إنه الآن مع الرفيق الأعلى؛ لقد أتم
مكارم الأخلاق حقًّا وصدقًا، أتمها وضبطها وأحكمها تطبيقًا وسلوكًا وعملاً،
فأين هو هذا البنيانُ الأخلاقي الشاهق الذي أمتع اللهُ تعالى به الأمة
الخاتمة؟

لن
أكلِّمَكم باسم الله وآياته؛ القرآن - كما يعلم المسلمون جميعًا - محفوظٌ
مصونٌ منزَّه عن أن نبتذلَه في معمعتنا الفوضوية هذه، ولن أحمل نفسي حملاً
ثقيلاً من تأويل أحاديث المعصوم - صلوات الله عليه وتسليماته - الذي انتزع
اعترافًا وإجماعًا عربيًّا بشهادة الصِّدقِ والأمانة حتى قبل أن يُبعَثَ
رسولاً، ودعونا أيضًا من كتب العلماء ومصنفات الفقهاء، وأخبار الأخيار
والأولياء، أرشدونا واهدونا إلى هذه المكارمِ في حياتنا، في شمس صباحنا
وضحاها، وظهرها وعصرها ومغربها وعشاها، أين مكارم الأخلاق في إعلامنا
العربي الذي يتدفَّق ويُفيض بالبرامج والمنوعات والمهلوسات والفضائح؟

إني أتساءل كمواطن عربي بسيط وتقليدي
بامتياز كما يقول أتباع "المودرن والستايل" عندنا، نعم أنا بسيط وسطحيٌّ
جدًّا، ولا حظَّ لي من تعقيد حضارة لم أَحضُرها ولم يُحضروني إليها، أتساءل
سؤالَ مَن أيقن بالغيب ولم تكتحل عيناه بالنظرة: لو أن مهجةَ قلوبنا ونورَ
أبصارنا وطبيب أرواحنا محمدَ بن عبدالله قام بقدرة الله وعِلْمه، فتجوَّل
من عليائها، وطاف أرض الإسلام من أقصاها إلى أقصاها: كيف حال لا إله إلا
الله؟ وما الشأن مع محمد رسول الله؟وماذا عن أخلاق المرسلين وميراث الأولياء والصالحين؟


ربما سيقول أحد شبابنا الرائعين المتغذين "الشبعانين" على موائد إعلامنا الترفيهي و"المنوعاتي" والرياضي...وكيف يستطيع "محمَّد" أن يطوف الأرض وليس عنده طائرة مروحية؟!
نعم يا حبيبي،
محمد الذي تنطق اسمه باستهزاء، وتخرج حروفها من شفتيك متخدرة؛ لأنه ليس من
أبطال الريال ولا من نجوم الفن والدلال، محمد هذا الذي جهلته بابني وجهلك
به أعظم من مصيبة إقصاء المنتخب الوطني من المونديال لم يركب في حياته
الشريفة الطاهرة دراجة ناهيك بالسيارات والطائرات التي كبرت في فؤادك، وإذا
قام من مقامه وحضرته بقدر الله وعلم الله فلن يركبها، هل تعلم لماذا يا
بني الحبيب: لأنه لا يركب إلا ما (صنع في أرض الإسلام)، وما دمت أنت وأنا
وجميع المسلمين الموقرين في زماننا لم نصنع (طائرة محمد) فماذا سيركب هذا
النبي المحمود الممجد.

إن
أكبر مصائبنا في زمن الغفلة والعجلة هو استهتارنا وتساهلنا بجوامع الخير
ونوافذ البر التي كانت أمتنا مصنعًا ضخمًا رائدًا في إنتاجِها وترويجها،
تساهَلْنا وفرَّطنا في حالة غريبة عجيبة من التواطؤ والتخاذل الاجتماعي
المذموم عن أعلى وأشرف أهداف أمتنا، وهو صناعة الخير، والدعوة إليه وترويجه
ونشره، وتُهْنا في صحراء التفكير والتحليل البلقع مولِّين مُدْبِرين عن
جامع أمرنا ولواء وحدتنا ونهضتنا: حب النبي.

نعم،
كمواطن مسلم بسيط وتقليدي وسطحي ومليء بكل عيوب التخلف والبُعْد عن
المعاصرة، لا أجد سببًا جامعًا لِما نحن فيه من هوان وسخف، هو أجمع وأدق من
التولِّي عن الحب التطبيقي والتنفيذي والعملي العاجل غير الآجل لكل صغيرة
وكبيرة من محاسن الشمائل، ولطيف الفضائل التي حقَّق فيها محمد بن عبدالله
أرقامًا قياسية عزيزة على المغالبة.

نعم، أنا مواطن مسلم بسيط وسطحي، أرى إعلامنا يتدفق بالساعاتِ دون انقطاع يتابع كل تفصيل جزئي مكروسكوبي في(حياة فا...أو حمام با...أو فراش ما...)،
فكيف أقرأ بعد كل هذه الدروس الأخلاقية المكثفة، حديث عائشة الذي نقلت فيه
احمرارَ وجهه الشريف خجلاً من سؤال عادي جدًّا: سؤال عن دم الحيض، نعم إنه
يخجل ويستحيي من ذِكْر التفاصيل ووَصْف التقاطيع والتراصيع.

ستقول إحدى نسائنا اللامعات النظيفات المتعطرات:
إن
هذا بدائي وغير رومانسي، هل يظن المرأة كائنًا وسِخًا أم ماذا؟ لقد تطورنا
وتنظفنا، ولا نسمح لأحد أن يُهين مواضع الجمال والروعة فينا، نعم أيتها
الرقيقة الرشيقة، أبشري؛ فإن الإعلام العربي الخدوم سيحميك من (فيروس) اسمه: حياء محمد، لن ترَيْ هدا "الفلم"
الراعب، استمتعي بفقهاء عصرنا المنفتحين الذين يتكلمون بفصاحة ومنطق عن
طرق وأشياء لم أستطع أن أحفظها؛ لأنني يا سيدتي مواطن عربي مسلم بسيط،
وأذكرك لكي تحذري: إني بالإضافة إلى العورات السابقة مريضٌ مرضًا مزمنًا
بالبساطة والسطحية، ومصنف في اللوائح الفكرية والأكاديمية العالمية كعدو
للتعقيد والتكنولوجيا، فلا تنظري إلي بعينيك الملونتين، ولا تجهدي نفسك في
الالتفات إلي شفقة على "ماكياجك" وجلدك الجديد، دعيني وأمراضي، دعيني ألاقي
ربي الذي به آمنت فطريًّا عديمَ الزاد من حضارة العنف والعلف، دعيني ألاقي
بطل البساطة والوضوح الأول، ذلك "المحمد" الذي ليست أفكاره عن حرية المرأة
مناسبةً لهواك؛ فأنت يا سيدتي – وأقول: يا سيدتي - يحكمك برنامج و"هارد
وير"، وأنا ليس لي إلا حب البشير النذير.

عبد الكريم بن مسعود جيدور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث عن مكارم الأخلاق من أجل نشر ثقافة الشرف وكبح تجارة العلف؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المراهقة مصطلح غربي حديث :ينزع الثقة من الشباب !!

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أبناء العتيــــــــق :: اســلاميـــــــــــــــــات :: أخلاق ومعاملات-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: