يعتبر أحد أقطاب الصوفية السنية العلامة ..
العالم الحاج لحبيب بن محمد توفي عن عمر يناهز 91 سنة بمسقط رأسه مدينة الأبيض سيد الشيخ بقرب الضريح الوالي سيد الشيخ .وكان الفقيد قد تعرض لأزمة صحية منذ عام، وتوفى يوم الجمعة 5 أكتوبر 2012 م الموافق ل 19 ذي القعدة هـ بالبيض متأثراً بمرضه.وكان المرحوم من أقطاب التصوف القلائل بالمنطقة، وقد ولد بمدينة أولياء الصالحين الأبيض سيد الشيخ في عام 1921م ، وهو من عائلة بسيطة وأسرة شريفة و مشهورة بالعلم والكرم تنحدر من سلالة سيدي عبد الرحمان السهلي الادرسي الحساني ومن سلالة فاطمة الزهراء رضي الله عنها .حيث درس و تلقى علوم الشريعة و حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد و والده بالأبيض سيد الشيخ ثم بعد ذلك انتقل إلى مصر (جامعة الأزهر الشريف ) طالبا للعلم في أواخر الأربعينيات و بداية الخمسينيات ،تلقى فنون وإجازات في شتى .وتقلد مناصب عليا بجامعة الأزهر الشريف ثم بعد ذلك انتقل المدينة المنورة للمملكة العربية السعودية بصفته طالبا حرا.أين تلقى العلوم الدينية و فنونها و درس على يد كبار شيوخها إلى ان ذاع صيته من خلال محاضراته ودروسه الدينية التي كان يلقيها بالحرم المكي بالمنهج الصوفي السني و على ضوء المذهب المالكي .زيادة على ذلك كان عضوا و مؤسسا للحركة الوطنية الثورية بمدينة جانت ( ولاية اليزي )حيث كان من ابرز العناصر المحركة للثورة و قد سجن عدة مرات و نفي إلى خارج الوطن من طرف المستعمر الفرنسي و في سنوات الأربعينيات دخل البقاع المقدسة عن طريق جمهورية مصر العربية حيث كان من المسبلين للثورة الفلسطينية ضد الصهاينة .المرحوم تقلد مناصب عليا من بينها مستشار للملك الليبي السنوسي ،ثم بعد ذلك رجع إلى ارض وطنه بولاية البيض اين استقر بزاويته المعروفة و نظرا لطعنه في السن و عدم قدرته على قيام بما كان يصبو إليه كان مستغرق أوقاته مصليا ومزكيا ،ذاكرا ،مسبحا ،صائما نهاره ،قائما ليله تاليا للقران الكريم .و قد كلف المرحوم ابنه الذي تتلمذ بين يديه و الذي يعد من كبار تلامذة الشيخ سيدي محمد بالكبير ،حيث مكث عنده 15 سنة بصفته طالبا للعلم ،وهو ما أهله لتلقين العلوم الدينية على مختلف فنونها من فقه و نحو وأصول و حديث و تفسير لكتاب الله بمستوى عالي يجعله ولي عهده من بعده و للعلامة رحمة الله مؤلفات عدة لم تطبع إلى يومنا هذا رغم أهميتها البالغة لأسباب تبقى مجهولة لحد لان و لعل من أبرزها ( شرح منظومة الوالي الصالح سيدي الشيخ المعروفة بالياقوتة ) هذا و قد ووري جثمان العلامة مثواه الأخير بمقبرة الأبيض سيد الشيخ بالقرب من الضريح الوالي الصالح وقوفا عند وصيته ، وقد حضر لتشييع جنازته جمهور غفير من كل ربوع الوطن من شيوخ زوايا و دكاترة و أساتذة و طلبة و مريدين و محبين و إطارات سامية من الدولة الجزائرية و علماء أجلاء من المغرب ولبيا و تونس و جامع الأزهر و المملكة العربية السعودية راجين من المولى عز وجلا ان يتغمده برحمته و يسكنه جناته و ان يلهم ذويه الصبر و السلوان ( ان لله و ان إليه راجعون) محمد هرقال
.
