ولد رضي الله عنه سنة 1894م بنواحي سعيدة الجزائر، ينتمي إلى أولاد سيدي الشيخ، من جده سيدي الحاج بن الشيخ .
كان سيدي محمد أول أمره محبا للصالحين وخاصة في الشيخ سيدي عبد القادر الجيلالي رضي الله عنه .
وكان ينظم فيه أشعارا مديحية ويتأثر بذلك حتى يبكي، وذات يوم قرر السفر إلى بغداد لزيارة ضريح هذا الولي، خرج كسائح يتنقل من زاوية إلى أخرى إلى أن وصل إلى بلدة متليلي " الجزائر" وكان وهو في الطريق يرى في الحلم حيوانا متوحشا " أورن " يهدده بقطعة حجر بين يديه وهو يقول له: " عد وإلا قتلتك ". ولما وصل إلى متليلي رآى رأيا أخرى، رآى جده القطب الشهير الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد الشهير بسيدي الشيخ قدس الله سره العزيز يقول له : " عد إلي وستجد عندي ما ترغب فيه ".
فعاد إلى مدينة الأبيض حيث مدفن سيدي الشيخ بقي مدة يتعبد في زاويته حتى أذن له بالذهاب إلى خليفته أنذك بالمغرب الأقصى، القطب الرباني الشيخ سيدي الحاج الطيب بن بوعمامة نفعنا الله بهم.
بقي عنده مدة من الزمن يخدمه بكل جد وإخلاص إلى أن تم له الفتح الأكبر وأمره بالعودة إلى الجزائر من أجل إرشاد الناس ونشر الطريقة الشيخية، وأذن له بفتح زاوية الموحدية الواقعة في دائرة الرقاصة بولاية البيض في الثلاثينات من القرن العشرين، وفتح أخرى في الأربعينات من القرن نفسه بعين السخونة بنواحي سعيدة وكلف إثنين من أبنائه بالإشراف على الزاويتين .
عرف سيدي الحاج محمد بتقواه وورعه ومكانته السامية بين الناس، وكان من أعلام التصوف في وقته وكان مستجاب الدعاء.
من كلامه معترفا بفضل شيخه ، سيدي الشيخ الحاج الطيب.
أنا ضمنوني الأقطاب** سي الطيب في سوربا.
وقال أيضا :
يا الطيب يا طب الناس** طار عقلي طبه ليا .
بغيت ننظر زين اللبسة ** طار عقلي طبه ليا .
توفي رحمه الله في سنة 7- 7- 1954م. بزاويته بعين السخونة، ودفن بالقبة التي كان قد بناها قبل مماته، وخلفه على الزاوية إبنه التقي الصالح سيدي المقدم الحاج المختار، ثم إنتقلت مشيخة الزاوية إلى إبنه الورع المقدم سيدي الحاج محمد الطيب " حمو الطيب" حفظه الله.