يصعب تحديد مرحلة تاريخية معينة بدأ فيها التعليم بالإنتشار بين الناس، فالتعليم هو أساس تطور الإنسان وتقدمه وتحضره، ويعتبر تطور الحضارات دليل على وجود تعليم قوي وفكر منفتح يسعى للتميز و الإبداع ويطور ذاته بشكل مستمر.
ولم يصل العالم إلى ماهو عليه من تطور فكري وحضاري واقتصادي هائل إلا من خلال الاهتمام بالتعليم وتنشئة أجيال مفكرة ومخترعة قادرة على إدارة عجلة التنمية والنهوض باقتصاد البلاد المختلفة وثقافتها وانفتاحها على العالم.
بداية التعليم: ليس للتعليم بداية محددة، لأن أساس الحياة البشرية قائمة على العلم والتعلم، لكن نشأة التعليم كنظام محدد يتم تطبيقه لنشر العلوم والمعرفة مر عبر الزمن في مختلف مراحل تطور التعليم التي شملت تغييرات في الأنظمة التعليمية و المناهج الدراسية ونظام الانتقال بين المراحل الدراسية المختلفة وطرق الحصول على الشهادات وزيادة التخصصات وتشعبها مما جعل تاريخ التعليم زاخراً بالتغيرات في الشكل والمحتوى التعليمي، وذلك تماشياً مع التغييرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تطرأ على الحياة ومتطلبات الشعوب وما يفرضه التطور المستمر في العالم.
مراحل تطور التعليم والوسائل التعليمية: يفرض ازدهار التعليم تغييرات مستمرة بالوسائل المستخدمة في التعليم ونقل المعرفة، ومنذ نشأة التعليم إلى الآن مرت العملية التعليمية بمراحل عدة تم اللجوء فيها إلى وسائل تعليمية مختلفة تناقلتها الأجيال عبر سنوات طويلة، وتأثرت هذه الوسائل بتطور الصناعة وكان لكل عهد صناعي وسائل تعليمية خاصة به، فقديماً كانت الوسائل يدوية بسيطة، وبعد الثورة الصناعية الأولى أصبح التعليم يستخدم أسلوب الصورة وتسجيل الصوت، وفي عهد الثورة الصناعية الحديثة أصبحت وسائل التعليم متمثلة في الآلات الإلكترونية، ويمكن تقسيم الأدوات التعليمية تبعاً للأجيال التي استخدمتها على النحو التالي:
الجيل الأول: وقد استخدم النظام التعليمي في الجيل الأول وسائل تعليمية بسيطة مثل الخرائط واللوحات و المخططات البيانية والسبورات والتمثيليات.
الجيل الثاني: وظهرت وسائل التعليم الخاصة بالجيل الثاني بعد العام 1450 بعد أن تم اكتشاف الطباعة، فتم استخدام آلات تنقل الكتابات ثم يتم تعميمها على طلبة المدارس.
الجيل الثالث: واستخدمت فيه وسائل أكثر تطوراً كالأفلام والصور و التسجيل الصوتي و التلفزيون والإعلام.
الجيل الرابع: وفيه بدأت الآلات التعليمية تدخل إلى صفوف الدراسة، وتساهم هذه الوسائل في توسيع مدارك عقل الإنسان.
الجيل الخامس: وهناك يلاحظ انتشار الوسائل التعليمية السمعية البصرية بشكل كبير، وأصبح منتجو هذه الآلات يهتمون بالتعليم ويوجهون الآلات في خدمة التعليم كالتلفزيون و الراديو والأفلام.
